لكى نفهم احتياجات الشباب لابد ان ندرس :
المراهقة والشباب :
المراهقة فى التعريف اللغوي هي الاقتراب من الاحتلام (راهق = اقترب - مختار الصحاح) وفى التعريف العلمي هي فترة النمو للنضوج The Period of growth to maturity
وهى تنقسم إلى 3 فترات :
أ - المراهقة المبكرة : 10-14 سنة وتتميز بالآتي :
1. النمو الجسدي (الطول - العرض - الشعر - الأعضاء الجنسية - الاستمناء فى الرجال - العادة الشهرية فى النساء).
2. التغيرات النفسية والعاطفية والاجتماعية المصاحبة للتغيرات الجسمية : (الارتباك ، إدراك الذات Self Conciseness - الرغبة فى الاستقلال، البطولة، التأثر بالأصدقاء، مشاكل مع الجنس الآخر، عدم الأمان، تكوين فكر تجريدي ناقد معبر مع قلق واضح).
ب - المراهقة المتوسطة : 15-18 سنة وتتميز بالآتي :
1. نمو جسدي أقل فى الحدة.
2. البدء فى التكيف مع كونه شخص ناضج ومستقل.
3. إلحاح الحاجة الجنسية، وحب اللقاء بالجنس الآخر.
4. ازدياد أهمية الأصدقاء (الشللية) كحاجة للهروب من تأثيرات الوالدين وسيطرتهم (يرفض يتحدث معهم بالساعات فى الهاتف الذهاب معهم للكنيسة - لشراء الحاجيات - للعطلة الصيفية) ويفضل عنهم أصدقاءه وقد.
5. الرغبة فى أن يصير مقبول.
6. حب البطولة.
7. التذبذب بين النضوج وعدمه، الاتحاد بالأهل والانفصال عنهم.
وعامة فى هذه المرحلة هناك 3 مشاكل تهدد الشباب (نتيجة إلحاح الأصدقاء - تعبير عن الحاجة للأمان والتقدير والحب والقبول).
1- الجنس. 2- المخدرات والكحول.
3- المركبات البخارية والسيارات (يتحرك - يعبر عن نفسه، يخفف الفشل، يعبر عن الغضب والجنس).
ج - المراهقة المتأخرة : 18 سنة - العشرينات - بداية فترة الشباب وتتميز بالآتي :
1. ينمو الإحساس بالمسئولية والاستقلال.
2. ظهور ثلاثة أسئلة مصيرية تواجهه
+ من أنا؟ + كيف أتعامل؟ + بماذا أؤمن؟
دي.
نحو فهم إجابة مشاكل الشباب واحتياجاتهم :
1-وفى هذه الأسئلة هناك صراع يصاحبه شعور بالفراغ، التشويش، والضغوط، القلق، التح الاحتياجات الروحية : يحتاج لله ليملأ فراغه غير المحدود.
2- الاحتياجات الاجتماعية :
• مع الآباء (تذبذب بين التعلق والتملص).
• مع الأصدقاء (يستمد قيمته منهم بكل ما عندهم من تشويش).
• مع الجنس الآخر (يريد أن يكون مقبولاً).
• يحتاج مشاركة فعلية + مكانة حقيقية ليشعر بالانتماء.
3- الاحتياجات النفسية :
• الحاجة للاستقلال المصاحبة للاحتياج للانضباط.
• الحاجة لتحقيق الذات واكتساب احترام الآخرين وتقديرهم.
• الحاجة للحب.
• الحاجة للأمان.
• الحاجة للمعرفة (قدرات + قلة خبرات + ذكاء + تسرع).
• الحاجة للتحدي. الحاجة للتعبير عن النفس (طاقة هائلة)
(وتتميز هذه المرحلة بأنها مرحلة انتقال - تذبذب - احتمالات - بلورة للمبادئ).
4- الاحتياجات الجسدية : الاحتياجات الجسدية الأولية (الأكل - الشرب ..)
الجنس (الاحتياج للجنس الآخر - وما يصاحب ذلك من انحرافات : الاحتلام، العادة السرية، ممارسة الجنس وما يصاحبه من شعور بالذنب).
العمل أو الوظيفة والمستقبل.
كيف يواجه الشاب مشاكله الشخصية :
1- الاحتفاظ بالمشكلة : Holding in the Problem
ويظل يصارع معها - مما يترجم إلى فترات صمت، فشل دراسة، اضطراب سلوكي اكتئاب، تغير حاد فى المزاج، أعراض جسدية، انطواء وعزلة، شرود ذهني، أحلام يقظة.
2- التمرد على المشكلة : Acting out the Problem
ويظهر ذلك فى صورة الانحراف بكل أنواعه مثل السرقة، والكذب، العنف، الجريمة، المخدرات، العصابات، رفض الاعتقادات الدينية، الانحراف الجنسي، الفشل الدراسي، (لا كنتيجة صراع وإنما عن قصد).
فالتمرد يعطيه قوة، واستقلال، وهدم للنظام القائم، وجذب أنظار واهتمام الآخرين.
3- الهروب من المشكلة : Running from the Problem
بالمخدرات، الخمر، الهروب من المنزل، الاستغراق فى مشاهدة التليفزيون والسينما كثرة الخروج، وأحياناً الانتحار.
4- مواجهة المشكلة Sticking with the Problem
مواجهة المشكلة، تقييم أسبابها، كيفية العلاج.
أهمية الحوار :
1. تعبير عن النفس : المخ البشرى يحتوى على 4 فصوص - الفص الأمامي فيه مركزين :
مركز 45 Exner’s area : يتيح للإنسان مجال التعبير عن نفسه بالكتابة.
مركز 44 Broca’s area : يتيح للإنسان مجال التعبير عن نفسه بالكلام.
هذان المركزات فى الإنسان فقط :
أي أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع التعبير عن نفسه بالكلام أو بالكتابة ولكي نحترم آدمية الإنسان ينبغي أن نحترم تعبيره عن نفسه. (إثبات وجوده وذاته).
2. مجال للتفكير : الاستماع يتيح للإنسان أن يفكر فيما قاله، أي أنه عندما يفكر يعيد التفكير فيما قاله هو شخصياً.
3. مجال للتمحيص : عند اصطدام كلام مسموع بكلام من شخص آخر يحدث موازنة بين الآراء (مثل الغربال : تدخل الفكر فتتصفي أثناء الحوار).
4. مجال للإيضاح : وتحديد ما يفكر به الإنسان بصورة متكاملة.
5. مجال للتنفيث : Ventilation or release لتخفيف المشاعر.
6. مجال للعلاج : عن طريق الاقتناع وليس الإقناع.
أهمية الاستماع :
الاحتياج إلى الاستماع هام فى الإنسان. ومن شروطه :
1. الاستماع الحقيقي : أي الغير المتظاهر.
2. الاستماع المتكامل : لكل التفاصيل.
3. الاستماع مع التشجيع : التشجيع المبنى على الموضوعية والمستند على أدلة من حياته (التشجيع مهم جداً لإظهار ثقتك فيه ومحبتك له)
4. الاستماع مع القبول : سوف يخرج أثناء الحديث بعض الخطايا - ولابد أن يكون عندنا استعداد لقبول الشاب بكل أخطائه وعيوبه، كما قبلنا الله بكل أخطائنا.
كيف يكون الافتقاد فعالاً ومؤثراً؟
علمنا مما سبق أن أساس العمل الفردي هو إقامة علاقة ثنائية بين شخصين فيها الخادم يهدف إلى تقديم المساندة فى مواجهة كل مشكلات الحياة. ولذلك فالخادم هنا يخرج خارج حدود ذاته أو رغباته وذلك من أجل تقديم المعاونة المطلوبة ويتم هذا داخل إطار من الحوار فيه يعرض المخدوم آرائه ومشاكله لذلك فيجب أن يراعى فى حواره مع المخدوم فى الافتقاد ما يلي :
(1) التواجد والرعاية الدائمة :
إذ على الخادم أن يكون متواجداً عند الحاجة إليه دائماً يظهر الاهتمام الحقيقي بالنظرة الحانية كأنما يقول "أنى افهم وأحس إحساسك" وبوجوده دائماً إلى جوار المخدوم واقترابه منه وانحنائه تجاهه بطريقة تظهر الرغبة فى المشاركة أي أن الخادم أثناء الحوار يجب أن يركز انتباهه وكل حواسه مع المخدوم أي يعيش معه هذا كله فى إطار الحب والرغبة الصادقة والتفهم.
(2) حسن الاستماع :
عامل حيوي فى إنجاح أي حوار وهذا يشمل :
1. الاستماع بتروي وترك الفرصة الكاملة للمخدوم للتعبير عن نفسه دون أي تدخل أو تعليق أو إدانة.
2. الانتظار والصبر فى فترات الصمت التى تتخلل الحوار لأن فيها سيجمع المخدوم أفكاره أو يستعيد تماسكه لكي يتحدث عن أمور مؤلمة وكذلك فى فترات البكاء.
3. استخدام الخادم لكل حواسه من أجل إدراك كل ما يقال وكذلك المقصود والمعاني التى وراء الكلمات.
4. أيضاً على الخادم أن يجلس هادئاً وينظر دوماً ناحية المخدوم ويركز كل مشاعره مع المتحدث.
5. تحكم الخادم فى انفعالاته تجاه ما يقال فينبغي أن يظهر كل تعاطف وتقبل مع عدم الإدانة أو التسرع فى إصدار حكم أو حتى نصيحة. لأن كل هذا يجعل المخدوم يدرك مدى اهتمام خادمه بأن يستمع إليه.لأنه المخدوم هنا يجب أن يعطى الفرصة كاملة للتعبير عن نفسه أو مشكلته بكل تفاصيلها حيث أن وجود الخادم جانبه ليسمعه ويشاركه يخفف كثيراً من الألم.
(3) تفاعل الخادم واستجابته :
الاستماع وحده لا يكفى بل المطلوب هو الاستماع الواعي المتجاوب مع الخدوم ويتم هذا عن طريق الإدارة الجيدة الحديث على النحو التالي :
أ - قيادة وتوجيه الحديث :
على الخادم أن يتابع حديث المخدوم ويستوضح منه ويسأله كأن يقول ماذا بعد ذلك؟ أو ماذا تعنى بهذا؟ فمثل هذه الأسئلة تساعد المخدوم على توضيح فكرة وتوجيه المناقشة إلى الاتجاه المفيد.
ب - التجاوب :
فمثلا تقول "أنا أدرك شعورك" أو "كأن هذا مؤلماً" فهذا التجاوب بالتعليق يجعل المخدوم يدرك أنك معه وتحس معاناته ولكن رد الفعل هذا يجب أن يكون بطريقة طبيعية وحقيقية - مع إعطاء المخدوم الفرصة لكي يتجاوب معك ويشرح شعوره وانفعالاته.
ج - طرح الأسئلة :
بطريقة تساعد على معرفة تفاصيل اكثر ويجاوب عنها بطريقة مسهبة وليس بنعم أو لا مثلا يقال (أخبرني عن عملك أو دراستك) بدلاً من ماذا تعمل؟ مع تجنب طرح أسئلة كثيرة أو الأسئلة التى تبدأ بلماذا لأنها تحمل معنى المطالبة بتفسير أو تبرير لما حدث من المخدوم أي تحمل معنى الإدانة.
(4) المواجهة :
هذه اصعب وأدق مرحلة فى الحوار لكنها ضرورية فى كثير من الأحيان، ويجب أن تكون المواجهة بأسلوب رقيق لا يحمل معنى الإدانة ولكن يعمل على تبصير المخدوم بأخطاء قد لا يراها هو بوضوح ومصارحته بأسباب إخفاقه أو دوافع سلوكه غير السوي مع ملاحظته إعطاء فرصة كاملة وبهدوء للمناقشة ومساعدة المخدوم على البحث عن الحلول أو طلب التوبة أو اكتشاف أساليب جديدة لسلوك أفضل.
(5) إعطاء المعلومات :
الكافية حسب الحاجة وهذا يختلف عن إعطاء النصائح والخبرات، فعلى الخادم عند طرح مشكلة أو موضوع أن يبحث جيداً عن كل المعلومات المفيدة فى هذا الموقف ومناقشة كل المعلومات مع المخدوم من أجل أن يتوصلا إلى افضل طرق الحل هذا بالطبع أسلم من إعطاء نصيحة أن يتأكد الخادم أولا انه درس المشكلة دراسة وافية ثم لا يعطى نصيحة بل يطرح اقتراحاً للحل ويترك للمخدوم فرصة للمناقشة والاقتناع وحرية اتخاذ القرار.
(6) كشف الذات :
عن طريق تفسير دوافع السلوك ومنها يرى المخدوم داخل نفسه ويدرك موقفه الحقيقي بجلاء وفيها يصل الخادم إلى أصل الداء. ولكن على الخادم أن يتروى ويتأكد أن المخدوم على استعداد نفسي طيب وعنده القدرة على مواجهة ذاته إذ إن كشف الذات يمكن أن يضر إذا كان الفرد ليس لديه المقدرة على مواجهة نفسه.
(7) المساندة والتشجيع :
فى كل المواقف وهذا هام جداً خاصة فى البداية وعندما يكون الفرد مثقلاً بالمشاكل والتحديات ويريد من يقبله على حاله ويسانده ويوجهه ويعطيه الإحساس بالأمان والقوة.
(1) الكنيسة مكان للشفاء :
هل العمل الفردي للجميع أم لأشخاص معينة؟
كلنا مدعوون للعمل الفردي - ولكنه يحتاج إلى موهبة ونعمة خاصة من الله. "أم الواعد ففي الوعظ، المعطى فبسخاء، المدبر فباجتهاد، الراحم فبسرور" (رو8:12).
وكلمة وعظ باليونانيي = Parklesis = Counseling = الإرشاد (المساعدة).
وعلى أن اطلبها من الله واستند على نعمته أثناء هذا العمل الفردي.
(2) أهداف العمل الفردي :
الهدف العام للعمل الفردي هو الوقوف إلى جوار الشخص إلى أن يقف على قدميه - عادة الشاب لا يأتي إلى فى أزمة (انظر فيما بعد كيفية السند فى الأزمات) ويتحقق ذلك عن طريق :
1. فهم النفس : ليفهم الإنسان نفسه بطريقة أعمق وبتكيف مع صراعاته.
2. أدراك الإمكانيات الذاتية : بغرض تنميتها واستثمارها.
3. أدراك إمكانيات الله : وبناء علاقة حية مع المسيح.
4. بناء العلاقات مع الآخرين والمشاركة والتكيف معهم.
5. التعلم وتغيير السلوك : نبذ السلوك الضار وتعلم أساليب أخرى عن طريق التعليم، التشبه بالمرشد أو بمثال آخر، التجربة والخطأ، التشجيع والتقييم.
6. توجيه الطاقات :لأعلى (فى علاقته بالله)، وللداخل (فى بناء مبادئ والتمسك بها والحياة بمقتضاها)، للخارج (فى خدمة الآخرين وفى تكوين شركة حية مع أولاد الله),
7. السند (إشباع الاحتياج إلى شخص).
(3) دوافع الإرشاد الخاطئة :
1. الفضول، حب الاستطلاع وحب الحصول على معلومات ومعرفة أسرار الآخرين.
2. الحاجة لتكوين علاقات : وبالذات لو كان المرشد قليل الأصدقاء.
3. الحاجة للقوة وإعطاء النصائح.
4. الحاجة لإنقاذ الآخرين : فيقوم بالمسئولية نيابة عن الآخرين.
(4) أساليب الإرشاد الخاطئة :
1. زيارة بدلا من إرشاد : الإرشاد عمل ذو هدف - لا يخلو من الزيارة ولكن لا يجب أن يتحول إلى زيارة.
2. الاستعجال بدلا من التروي : مما ينعكس على السرعة فى إصدار الأحكام وأخذ القرارات.
3. قلة الاحترام بدلا من التفهم : تقسيم الناس إلى فئات (مؤمن - جسدي - متكبر - سوداوي) ثم إصدار الأحكام، ومواجهتهم بالحقيقة، وبالنصائح اللازمة.
4. الهجوم بدلاً من الموضوعية وعدم التحيز.
5. تحميل الجلسات فوق الطاقة بدلاً من التدرج.
6. السيطرة بدلاً من الشرح والتفسير.
7. الاندماج العاطفي بدلاً من الموضوعية والتعقل فى المشاركة الوجدانية.
8. الدفاع بدلاً من التعاطف : وبالذات حينما يتعرض المرشد للنقد والهجوم من المخدوم.
(5) مشاكل فى الإرشاد :
أ - الاستخدام :
حينما يستخدم المخدوم الخادم - فيصير الخادم متحركاً حسب أهواء الذين حوله.
ب - المقاومة :
1. يريد الشاب شفاء لحظي، ولكن حينما يكتشف أن الإرشاد والشفاء يحتاجان وقتاً وجهداً يبدأ فى مقاومة الشفاء.
2. أحياناً تعطى المشاكل مكاسب (اهتمام الآخرين - قلة المسئوليات - عقاب الآخرين) فيقاوم الشفاء لئلا يفقدها.
ثالثاً : أساسيات فى موقف الخادم فى مجال الخدمة الفردية :
فى الخدمة الفردية يتوقع الشاب أو المراهق أن يجد عند الخادم الحكمة والخبرة. ومن الناحية النفسية فهو يضع نفسه ولو مؤقتاً بين يدي الخادم بحثاً عن الإرشاد والتوجيه فيما يتعلق بمشكلته أو مشاكله.
حقيقة أن المهارات والقدرات والتدريب الكافي ذات أثر هام ولكن الموقف النفسي والعلاقة الوجدانية بين الطرفين يكون لها أكبر الأثر.
والمشكلة التى نعرض لها هنا هي موقف الخادم نفسه من الخدمة الفردية وفهمه لدوره.
• كثيرا ما يتوقع الشاب الذي يعانى من مشكلة ما أن يتولى الخادم أمره. بمعنى انه يسعى للحصول على نصيحة مباشرة تنهى المشكلة. فإذا تخلص منه الخادم أو إذا خضع له تماماً لا يحقق الهدف الحقيقي وهو مساعدة الفرد على تجاوز عجزه عن مواجهة مشاكله حالياً ومستقبلاً.
• من المناسب أن يدرك الخادم انه يمثل بالنسبة للمخدوم شخصيات تعامل معها من قبل وله تجاهها موقف محدد، مثل السلطة ممثلة فى الأب الكاهن فى الكنيسة أو الله فى العقيدة أو الأب فى الأسرة، كما قد يمثل الخادم النجاح الذي يتمناه المخدوم سواء فى الدراسة أو فى المجتمع أو فى الزواج.، كما قد يمثل - إذا كان من الجنس الآخر - النوعية من الأفراد التى يود الشاب أو المراهق الدخول معها فى علاقة حب.
• يجب أن يتميز الخادم فى الخدمة الفردية بالموضوعية وعدم التمييز، وهى صفة ضرورية لمني أريد أن يعين الآخرين فى مواجهة مشكلات الحياة وهى تتطلب احتراماً عميقاً للأفراد والحقائق ومواقع الحياة التى يعانون منها - وهى لا تعنى الجمود أو البرود أو عدم التعاطف إنما تعنى ألا تتداخل انفعالات الخادم الخاصة فى الموقف وهذا ليس إلغاء لوجهة نظر الخادم ولكن تقدير منه لظروف الآخر وقدراته وانه قدم أحسن ما يمكن.
• انه لا أمل فى النجاح فى محاربة مظهر سلوكي معين إلا بقدر ما يكون ما نال ثقة فى السلوك الجديد البديل باعتباره يقدم إشباعاً افضل للدافع الأصلي، أي انه من الضروري ملاحظة أن السلوك يهدف إلى إشباع حاجات معينة معلنة أو غير معلنة أن ما يبديه الخادم تقدير لدوافع المخدوم هو الذي يهئ أرضية من الثقة أو جو من الأمان بين الخادم والمخدوم يفسده كل نقد أو إظهار استياء أو فزع من سلوك معين.
• أن الوضع المميز للمرشد فى الخدمة الفردية يأتي من كونه ليس جزءاً من المشكلة وينبغي أن يحتفظ بذلك الوضع فلا يتخيل نفسه بدلا من المخدوم أو يحكى عن نفسه فى ظروف مشابهة. كما قد يكون المخدوم يقوم بدور حالياً كان يتمنى هو نفسه أن يقوم به ولم يفلح وينبغي الحذر أيضاً ففي بعض الحالات يواجه الخادم شخصاً له نفس ضعفاته فيجد صعوبة فى احتماله. فإذا كان الخادم شخصاً له نفس ضعفاته فيجد صعوبة فى احتماله. فإذا كان الخادم هو نفسه متردداً أو متسرعاً فإنه يظهر تبرماً بتلك الصفة فى المخدوم. وهنا نذكر قول الرب يسوع "اخرج الخشبة أولا من عينك حتى يمكنك أن ترى القذى فى عين أخيك" والحقيقة أن الفرد الذي لا يعانى من تأنيب الضمير بسبب أخطائه لا يكون متسرعاً إلى دينونة الآخرين..
فالفرد الذي لم يتمكن من مواجهة مشاعره أو رغباته الجنسية أو فهمها وتعقلها لا يصلح معيناً لآخر يعانى من مشاكل جنسية. وذلك الشخص الذي لم يستطع تحقيق استقلاله عن والدته أو والده ليس معدا لمساندة آخر يتصرف بطريقة غير سليمة فى سعيه نحو الاستقلال. إذا كان الخادم يخشى الفشل أو مازال يعانى آثار فشله فى مجال أو آخر يكون غير أهل لمساعدة الذين يعانون مرارة الفشل... وهكذا إذا لاحظ الخادم - فى خلال موقف الخدمة الفردية - انه يتعرض للإثارة فليتوقف قليلا ربما كان ذلك تعبيرا عن مجالات اضطراب داخل نفسه أو جوانب لم تهدأ بعد. فأحياناً يكون الانهماك الزائد فى حل مشكلات الآخرين هروباً من مواجهة مشكلات الفرد ذاته.
• أحياناً يكون تقديم الحلول المجهزة لمشكلات الآخرين مجرد تعبير عن حاجة الخادم أو المرشد لتوسيع نطاق سيطرته أو اتساع مجال تأثيره، ومهما كان حسن النية فإنه ليس فى صالح الشخص الآخر أن تقدم له حلا لمشكلته لأن ذلك يجعله أكثر اعتماداً على الغير وأقل اعتماداً على نفسه. أي انه لا يساند على نضجه بل يعطل نموه واستقلاله.
• من الضروري لأي فرد يرغب الدخول فى مجال الخدمة الفردية والإرشاد أن يتوقف ليواجه حياته الخاصة ليدرك ما فيها من نقص ويعترف بجانب الضعف ورغم صعوبة ذلك إلا انه فى غاية الأهمية حتى يدرك الخادم مدى حاجة الإنسان للعفو والتسامح وكذلك ليتفهم معاني الفشل وعدم النضج دون أن يلجأ للتبرير أو الدينونة، وبعد الإدراك العميق للطبيعة البشرية وما تتميز به من إمكانية النجاح والفشل من أفضل الأساليب المعينة على النضج.، وباختصار من لا يواجه مشاكله بأمانة لا يصلح لخدمة الآخرين، إن الاعتراف بجوانب الضعف مظهر فعلى من مظاهر النضج، ينبغي ألا يعمل الفرد على مساعدة آخر فى نفس المجال الذي لم تحل مشاكله فيه.
• ليس المطلوب فى الخدمة الفردية إنسان فائق المعرفة Superman على دراية بكل جوانب الحياة ولا يخطئ أبدا. بل إنسان طبيعي مستعد للاعتراف بخطئه حتى فى فهم المواقف أو تفسير الدوافع، وفى أحد الحلقات الدراسية عبر أحد الدارسين عن أن أكثر ما ساعده على الثقة من نفسه أن المحاضرين اعترفوا بحيرتهم إزاء كثير من التعقيدات فى المجتمع المعاصر فهو ليس وحيداً فى ذلك الوضع.، إن ما يحتاجه الإنسان هو أن يستطيع أن يواجه ضعفه وقلقه بثقة بدل الخوف وأمانة مقابل الرياء والخداع.
• يحسن ألا يتعجل المرشد بإطلاق "تسمية" على المشكلة فالمشاكل فريدة بطبيعتها وشخصية تماماً فى تكوينها ومن الأفضل أن تتاح الفرصة لصاحب المشكلة ليحددها ويكون دور المرشد هو إعادة الصياغة بصورة بناءه وأكثر وضوحاً وذلك فى الوقت المناسب أي حين يجد الفرد الذي أمامه مستعدا بقبول تلك المكاشفة. ولا تنسى أن الضغط على المخدوم حتى يكشف جانب معين أو يعترف بخطأ محدد لا يريد أن يذكره ضار وقد يسبب له مزيد من المشاكل. والفرد لا يشعر بالمسئولية الحقيقية إلا قبل أخطائه التى اكتشفها بنفسه.
• يجب أن لا ننسى انه لا يمكننا أن نساعد إلا من يطلب المساعدة ولذلك من الواجب أن ننتظر حتى يشعر الفرد انه فى موقف يتطلب تعديل سلوكه أو انه لم يعد مستعداً لتحمل نتائج أخطائه ولذلك يريد العون على التخلص منها أي أن الحياة نفسها هي التى تدعوه للتعديل وليس رغبة المرشد.
• من الطبيعي أن تكون هناك مواقف يكتشف الخادم انه غير قادر على تعديلها وكل ما يمكنه عمله حيالها هو الإنصات لصاحبها وهذا شبيه بموقف الطبيب حتى يدرك أن هناك حالات يعجز الطب والدواء عن علاجها.
• إن دور الخادم فى اللقاء الفردي ليس الوعظ أو الكلام بل هو فى المقام الأول إعداد الجو الملائم لفرد آخر ليحل مشكلته بنفسه حيث يتمكن من إدراك أخطائه دون أن يتعرض للتعنيف أو اللوم بل على النقيض فى جو من الثقة دون أي ضغوط انفعالية مع مساندة نفسية تشعره انه ليس غريباً بمشاكله عن باقي أفراد المجتمع.
• إن المهارة ذات الفعالية فى الخدمة الفردية ليست هي القدرة على تشخيص المشكلة بل القدرة على مساعدة الأفراد فى اقتناء أساليب جديدة أو فى قبولهم إعادة التعلم، فالهدف الأصلي هو إعادة البناء وليس مجرد الهدم.
• لا ننسى أن كثير مما لا يمكن تحقيقه عن طريق الوعد يمكن تحقيقه بالقدرة ولذلك فهناك أهمية كبرى لحياة الخادم ومبادئه وقيمه وأسلوب تعامله مع الناس ونجاحه فى المجالات المختلفة، فالعدوى ليست قاصرة على مجالات المرض بل أن الشخص المحبوب لنا والذي نعجب به يتسع مجال حبنا له ليشمل جوانب اهتماماته، ولذلك فمن أهم الخدمات التى يقدمها المرشد للمخدوم أن يفتح أمامه أفاقاً جديدة تقوم نحو مزيد من الإقبال على بذل الجهد وبالتالي النضج. وقد يكون اكتشاف هدف جديد هو أقل فرصة لذلك الفرد حتى يجد شيئاً يستحق الحياة من أجله.
• يعد إقبال الخادم على الحياة وتحمل مسئولياتها بحماس من أهم إسهامات الخدام لحياة الشباب
إن أمل الخادم فى المستقبل وثقته أن الحياة تستحق أن نحياها ونبذل كل الجهد فيها تجعله يختلف عن النموذج الشائع حالياً نأكل ونشرب لأننا غداً نموت بكل ما يمثله من فراغ وضياع وانهزامية وسلبية. ليس أن الخادم يلزم المخدوم باتجاهاته ولكنه يقدم النموذج للحياة، كما سبق أن فعل بولس الرسول "تمثلوا بي كما أنا بالمسيح" أن رؤية نماذج لأفراد واجهوا الحياة كما ينبغي أن تواجه، ينشط عزيمته ليجمع قواه ويستعد لمواجهة متطلبات النمو والحياة الأفضل.
• إن الخادم الذي يؤمن بفائدة الخدمة الفردية وبحاجة الشباب والمراهقين الشديدة إليها ينبغي أن يظهر اهتمامه بالأفراد ومشكلاتهم من خلال عمله مع المجموعات الكبيرة والصغيرة فيحوز ثقة الأفراد بسبب ما يعرف عنه من تعاطف ورغبة فى المساعدة وكذلك بسبب ما يشتهر به من كتمان وهو يدرب نفسه على ملاحظة سلوكه الأفراد والإحساس بمعاناتهم خاصة فى المراحل الأولى قبل أن تتحول مشكلات معقدة يصعب حلها. وهو يصغي فعلا من خلال عمله فى الجماعات إلى اللقاءات الفردية ويتضح من خلال احتكاكه بالأفراد مدى فهمه لاحتياجات الشباب ودرايته بمشكلاتهم وقدرته على تقديم العون لهم، وكذلك يتضح استعداده لأن يناقش مع الأفراد موضوعات حاسمة مثل اختيار نوع الدراسة أو نوع العمل أو اختيار رفيق الحياة أو مواجهة المشكلات الأسرية.. وهكذا يكون الخادم قد حقق من خلال عمله مع المجموعات والأفراد صيتاً أو سمعة متعلقة بقدرته ورغبته فى المساعدة فى الخدمة الفردية، كما ينبغي أن يوضح بصفة عامة كيف يمكن لمن يحتاجه أن يتصل به وعليه أن يعد مكاناً مناسباً ووقتاً كافياً لمن يطلب خدماته.
• يجب أن يكون واضحاً فى كل الحالات أن الخدمة الفردية ليست بديلا للاعتراف حيث يتركز الاهتمام أساساً على مساعدة الأفراد على حياة التوبة وقد لا يتسع وقت الأباء الكهنة للمساندة حتى مشكلات النمو الشائعة والتي تمثل تحديات عامة تواجهة كل الشباب فى كل زمان ومكان ويكون احتياجهم اكثر لشاب مثلهم وان كان أكثر خبرة.
• الخدمة الفردية تختلف كلية عن التحليل النفسي الذي يقوم به المعالجون النفسيون المتخصصون، يمكن أن نعتبرها فى جانب الخدمات الواقية من الانحراف.
• من أساسيات النجاح فى الخدمة الفردية أن ينقى الخادم نفسه من أي احتمال للتعالي أو للظن بأنه كامل وليس محتاجاً لم يعينه، أو انه تم خلاصه وليس فى نفس المرتبة التى عليها المخدومين "فلينظر من يظن انه قائم لئلا يسقط".
أساليب الإرشاد :
الإرشاد هو إقامة علاقة لمساعدة الآخر - ولكنها تختلف عن أي علاقة أنها لها هدف وأسلوب تطبيق الهدف هو :
1- الاهتمام Attending :
• عبر عن اهتمامك بصدق : جسدياً ونفسياً وروحياً.
• الصلاة أثناء الجلسة.
• التركيز فى العين.
• الإيماءات (طبيعية وغير كثيرة).
• توخى أسباب عدم الإنصات مثل الانشغال بشيء آخر، عدم الصبر، الأحلام، التعب، القلق.
2- الاستماع Listening : (ليس مجرد استماع سلبي ولكنه
• استماع حقيقي.
• استماع كامل.
• استماع مع التشجيع.
• استماع مع القبول.
3- التجاوب Responding :
أ. القيادة : لاستخراج أهم ما يمكن من الحديث.
ب. الانعكاسات : لتشعره انك معه - تجاوبات تشعره انك معه.
ت. الأسئلة :
+ تجنب الأسئلة التى أجابتها (نعم ولا) واستبدلها بسؤال مثل : أخبرني عن ..
+ تجنب أسئلة (لماذا) لأنها تحتوى على نغمة أدانه.
+ تجنب كثرة الأسئلة لها تعوق الاتصال.
ث. التحدي والمواجهة : تقديم أفكار جديدة ومواجهته بها (خطية - فشل - خداع للنفس) ثم تشجيعه على تغييرها (بحب ولطف وبدون أدانه).
ج. الرسائل : (تقديم النصيحة على شرط
+ معرفة كل المعلومات الممكنة.
+ عرض الرأي وليس فرضه.
+ الأمانة فى عدم إبداء النصيحة عند عدم المعرفة.
ح. التفسير : شرح معنى الأحداث ليفهم نفسه والمواقف المحيطة به بسهولة. قدمها بسهولة، بدون مصطلحات علمية، وفى صورة اقتراح ودعه يتجاوب معك.
خ. التشجيع : القبول والأمان من المرشد - والقيادة لاستخراج إمكانياته الروحية والنفسية ثم تشجيعه على الحركة.
4- التعليم Teaching :
ليتعلم كيف يتجاوب مع الحياة - ومن أهم علامات التعليم ما يسمى بردود الأفعال الفورية وهى تشمل حديث المرشد والمخدوم مباشرة وبصراحة ما يحدث بينهما الآن.
الإرشاد فى الأزمات :
تعريف الأزمة :
الأزمة هي الموقف الذي يهدد سلام النفس - الكلمة الصينية للأزمة تحمل صفتين :
أ. الخطر danger (يهدد السلام، القدرة على مواجهة الحظر، التوتر، القلق، الحزن، الذنب).
ب. الفرصة Opportunity (للتغيير والنمو، والتطور وتنمية أساليب التكيف).
أنواع الأزمات :
هناك ثلاثة أنواع من الأزمات :
أ. أزمات عارضة Accidental of Situational : خطر مفاجئ أو غير متوقع (موت قريب، مرض، فشل اجتماعي أو مالي - فقدان مركز أو سمعه).
ب. أزمات تطور Developmental : تصاحب النمو ( دخول مدرسة، زواج، أبوة، معاش، شيخوخة، مراهقة).
ت. أزمات وجود Existential : تغيير فى فهم النفس Changes in self perception (أنا فاشل - أنا وحيد - لا هدف لي - ليس لي مبادئ).
أهداف الإرشاد فى الأزمات :
1. مساعدة الإنسان ليتكيف وليحيا حياة طبيعية رغم الأزمة.
2. تقليل القلق والخوف وعدم الأمان أثناء وبعد الأزمة.
3. تعليم المواجهة.
4. تعليم الإنجيل.
أسلوب الإرشاد فى الأزمات :
1. المبادرة : لا تنتظر قدومه بل تحرك نحوه.
2. قلل القلق :
+ هدوء شخصية الخادم. + كلام بصبر، باهتمام.
+ تشجيع فى النقاط الإيجابية، والتشجيع على الحركة.
3. حدد نقاط المشكلة : ليمكن مواجهتها.
4. قيم الإمكانيات :
+ الروحية : قدم الإنجيل واترك روح الله يستخدمه.
+ الإنسانية : فكره، مهاراته، خبراته (بطريقة واقعية).
+ الاجتماعية : الأصدقاء - العائلة - الكنيسة. + أخرى : المال - إمكانيات تعليمية...
5. تحديد الخطة : بعد تحديد المشكلة وتقييم الإمكانيات - ماذا سوف نفعل؟ ونضع الاقتراحات والبدائل والأولويات، يراعى واقعية كل حل - ويراعى كذلك عدم فرض الرأي لتجنب التعلق Dependence.
6. شجع الحركة : لتنفيذ الخطة، ثم قيم وعدل الخطة بحكمة ويجب وضع اعتبارين.
+ هناك خطورة الفشل.
+ هناك أزمات لا تحل حتى بالحركة (مثل موت عزيز، مرض،...) لذلك يجب مواجهة الموقف بصراحة، إتاحة الفرصة له ليعبر عن شعوره، تعديل حياته، مدى واقعية الخطط، الثقة فى الله الذي يشاركنا الآلام، الصلاة.
7. أغرس الأمل : الأمل الواقعي يقلل الألم .. بثلاثة طرق :
+ حق الإنجيل : ووعود الله الثابتة.
+ فحص خداع النفس : المبنى على منطق خادع (ما مدى صدق التعبيرات التالية : لن أتحسن، لا يوجد أسوأ من ذلك..)
+ التحريك : النجاح فى أي شئ.
8. التدخل الاجتماعي :
+ تغيير البيئة (أحيانا يكون مفيد)
+ المساعدة المادية.
9. المتابعة : (زيارة - تليفون : للتشجيع والوقوف بجانبه.)
ملحوظة (1) التحويل Referral :
1. هي أمانة لسلامة الضمير وصدق العمل.
2. متى؟ : إن لم يتحسن، إذا احتاج مساعدة فى غير استطاعتي (مساعدة مالية، طبية، قانونية، نفسية).
3. لمن ؟ : لمرشد آخر، طبيب، أخصائي نفسي، أب روحي، مؤسسة..
4. كيف؟ : عرض الموضوع عليه والتأكد من موافقته.
• ساعده على أن يأخذ القرار بنفسه وأكد له محبتك وانك لا تريد التخلص منه لأي سبب.
• اتصل بالهيئة التى تريد تحويله عليها وأعطها معلومات عنه.
• استمر فى اتصالك به حتى بعد التحويل.
ملحوظة (2) جنسية المرشد
يستحسن أن يكون المرشد والمخدوم من نفس الجنس لتجنب أخطار التلاقي غير المنضبط إلا فى حالة - وجود فارق سني كبير مع مرشد متزوج. - التخصص (طبيب - أب اعتراف - أخصائي نفسي).
ومع ذلك لا يزال الحرص مطلوب - والصلاة خير ضمان لنقاء الجلسات.
تقييم لخدمة العمل الفردي
البيان غالباً عادةَ أحياناً نادراً لا
1. هل تحب الاستماع إلى حديث الآخرين؟
2. هل تشجع الآخرين على الحديث؟
3. هل تستمع للآخر بالرغم من عدم قبولك لرأيه؟
4. هل كيفية الاستماع للمتكلم متساوية سواء لرجل أو امرأة لشاب أو لطفل؟
5. هل استماعك للصديق ينفس القدر للغريب؟
6. هل يسترعى انتباهك سلوك الآخر؟
7. هل تظهر اهتمامك بحديث الآخر؟
8. هل تحاسب نفسك على أفعالك؟
9. هل تلتمس العذر لأخطاء الآخرين.؟
10. عند الاستماع لأخطاء مخدومك هل تظهر الاهتمام البالغ؟
11. عند الاستماع لأخطاء مخدومك هل تنفر من الحديث؟
12. عند الاستماع لأخطاء مخدومك هل تتجاهل الحديث؟
13. هل تقترح الحل كاملاً لمخدومك؟
14. هل تضع له الحل من سابق خبرتك بمشكلة مماثلة؟
15. هل تصبر على الحلول الذاتية مهما طالت الفترة الزمنية؟
16. هل هذه الخدمة لها نصيب فى صلاتك الخاصة؟
17. إلى أي مدى تستعين بعمل الروح القدس فى مجال خدمتك؟
18. هل تشعر أن هناك بعض المشاكل تحتاج إلى متخصص؟
19. هل تحرص على طلب المشورة ممن هو أكثر خبرة.
20. هل تمارس حقك فى الاعتراض إذا أمرت بشيء لا تقبله؟
دراسات فى الإرشاد المسيحي
د. مجدى أسحق
أولاً : النفس ومكوناتها :
النفس هي صنعة يدي الله القدير، استودعها فى الإنسان يوم أن خلقه على صورته ومثاله (تك26:1،27 وتك 7:2).
هذه النفس تتكون من عناصر ثلاثة :
أولاً : العقل (الفكر) Thinking : وهو الجزء المختص بالدراسة، والاستيعاب والوعي والحوار والفهم والإقناع والاقتناع.
ثانياً : العاطفة (المشاعر) Feelings , Emotions :
وهى منطقة التفاعل والحب والحنين والألم والحزن والشجن.
ثالثاً : الإرادة Volition, will :
وهى مساحة صنع القرار والتنفيذ الحاسم، أو بلغة أخرى تحويل الفكر والعاطفة إلى حركة عملية ملموسة.
تعريف النضوج النفسي :
النضوج هو تلاقى عناصر النفس الثلاثة وتكاملها، وتفاعلها بصورة متناسقة بحيث يأخذ كل جزء فى النفس دوره ولا يتخطى دور جزء آخر.
والنضوج حركة نصل إليها بعد وقت وجهد وتفاعل وخطأ وسقوط وقيام، فهي حركة ديناميكية يومية، نحياها ونختبرها.
والله - نفسه - يقوم بالإشراف على إتمام حركة النضوج هذه فى أولاده
نماذج من النفس غير الناضجة :
1- الفكر المبالغ فيه :
عندما يتحرك الفكر مجرداً من العاطفة يصبح الإنسان جافاً يابساً، غير قادر على التفاعل مع الآخرين أو كسب مودتهم أو مشاركتهم فى الحياة الجماعية واختبار حلاوة الشركة والعشرة والتفاعل.
2- العاطفة غير المتزنة :
هنا تتطور العاطفة دون اتزان أو دراسة، فيصبح الإنسان عبداً لأهوائه، تابعاً ذليلاً لمشاعره، لا يقدر أن يكبح جماح هواه، فيحب بلا هدف ولا معنى، أو يخاف دون سبب أو يغضب دون معنى.
3- الإرادة التابعة :
قد يفقد الإنسان قدرته على دراسة الأمر أو استيعابه وبحثه واستقصاء أبعاده، ويصبح مجرد تابعاً أعمى لآراء الآخرين دون شخصية محددة الملامح أو فكر واضح الأبعاد. الإنسان الناضج هو الذي يسمع آراء الكل ليأخذ منها ما يناسبه ويترك ما لا يتفق مع أهدافه و شخصيته.
من النماذج السابقة نرى أن النضوج لا يقاس بنمو كل دائرة من دوائر النفس على حدي، وإنما بمدى تكامل عناصر النفس مع بعضها البعض.
دور الله فى عمل النضوج واستمراريته :
الروح القدس يقوم هنا بدور صميمى للوصول بالنفس للصورة الإلهية، حيث يعمل فينا بصورة متواترة لقيادة الإنسان للصورة التى خلق عليها، ثم شوهتها الخطية.
وهذا العمل الإلهي مرتبط بتجاوب الإنسان وتفاعله مع دعوة الله، فقد يرفض الإنسان المبادرات الإلهية ويعطل عمل النعمة فى قلبه. أن دعوة الحب الإلهية قائمة بشرط أن يقبلها الإنسان ويفتح لها قلبه ويتجاوب معها.
هذا الدور الخاص بالنضوج يشمل أعماله إلهية متعددة مثل :
1. الإرشاد والتوجيه.
2. المحن والأزمات التى تعلم النفس الجلد والصبر والاحتمال.
3. الإحسانات والبركات التى تحكى للإنسان عن حب الله رغم الخيانة والرفض.
وقد شبة الكتاب دور الله فى النضوج بالفخاري الذي يقوم بصنع الخزف (راجع إر1:18-6). فهو يحنو على قطعه الطين مرة، ويضغط عليها مرة وهو يصنعها على دولاب الزمن (عجلة الزمن الدوارة إر3:18) وتمر الأيام، وتتوالى المعاملات الإلهية، ويخرج الوعاء من يديه جديداً، نقياً، ناضجاً على صورة الله ومثاله.
"أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددواا بروح ذهنكم وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق" (أف 22:4-24)
"تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو2:12)
"إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقة" (كو9:3،10)
"إذا إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو17:5).
ثانياً : الاحتياجات النفسية :
الإنسان مجموعة من الاحتياجات..
وهناك قاعدة ثابتة تقول أن النفس التى لم تشبع احتياجاتها تظل فى حالة قلق إلى أن تشبعها، والخطورة تكمن فى محاولة الإنسان إشباع احتياجاته بطريقة خاطئة.
هرم مازلو - تصنيف الاحتياجات :
5- الحاجة لتحقيق الذات
(النجاح).
4- الحاجة للتقدير.
3- الحاجة للأمان.
2- الحاجة للحب (أن احب وأن أكون محبوباً)
1- الاحتياجات الجسدية (الأكل - الشرب - الجمال - الجنس).
إدراك قيمة الاحتياجات النفسية فى الخدمة الفردية :
1. الترفق بالنفس البشرية فى أثناء احتياجاتها.
2. مراعاة إشباع النفس المحتاجة إلى الحب والتقدير بالعمل والفعل وليس بمجرد الكلام والنصائح الجافة العامة.
3. البحث عن وسائل مناسبة لإشباع الشباب من خلال إشراكهم فى الجماعة والعمل الروحي أثناء تقديم رسالة محبة الله لهم.
4. النفس التى لم تشبع احتياج، تظل غير قادرة على إدراك محبة الله : إذن نقوم لها الحب والتشجيع والأمان ونحن نحدثها عن أحضان الله المفتوحة
ثالثاً : الصراعات النفسية وشفاء القلق النفسي :
الصراع النفسي هو أخطر وأهم أسباب القلق والتوتر وعندما يزول الصراع يزول معه القلق الذي فتح عنه.
أنواع الصراعات النفسية :
1- صراع الرغبة والرغبة Approach - approach Conflict
ويعنى هذا وجود صراع بين أمرين كليهما مرغوب ولكن لا يمكن تحقيقها فى وقت واحد مثل:
• الاختيار بين نوعين من العمل لكل منهما مميزاته الجذابة.
• الاختيار بين دخول كليتين مرموقتين مثل الطب والصيدلة.
• الاختيار بين الخدمة والتكريس الرهبانى أو الكهنوتى.
2- صراع الرفض والرفض Avoidance - Avoidance Conflict
وهنا ينشأ الصراع بين أمرين كليهما مرفوض من الإنسان ومن أمثلة ذلك :
• الاختيار بين احتمال الألم وأجراء عملية جراحية للتخلص من الألم.
• الاختيار بين البقاء بدون زواج والارتباط لئلا يتأخر سن الزواج المناسب.
3- صراع الرغبة والرفض Approach - Approach Conflict
الصراع هنا يدور بين الميل لتحقيق أمر معين وبين رفض القيام به مثل : الإقدام على الارتباط بفتاة ممتازة أخلاقياً ولكنها من طبقة اجتماعية غير مناسبة قد تعرض لرفض العائلة لهذا الزواج.
4- صراع الرغبة والرفض والتعدد Multiple Approach -Avoidance Conflict
وهذا الاسم هو أكثر دقة، ذلك لأنه لا توجد قوة مرغوبة تماماً أو مرفوضة تماماً، إنما لكل أمر فى الوجود سلبياته وإيجابياته.
ومثال ذلك موضوع الهجرة، لنتصور أن شخصاً يود أن يسافر للخارج لأجل الدراسة، وداخله صراع بين هذا السفر وبين البقاء هنا.
ولنفحص سوياً هاتين القوتين.
السفر للخارج البقاء
رغبة رفض رغبة رفض
الدراسة الغربة الأمان فرصة دراسة محددة
الخبرة التكلفة المادية رعاية الأهل قلة الخبرة
المستوى المعيشي مؤثرات المجتمع رعاية الأهل الندم
فوائد الصراعات :
1. التمتع بحرية الاختيار والشعور بمسئولية الحياة.
2. الابتكار والإبداع والبحث عن حلول، الأمر الذي ينمى الشخصية ويثرى جوانبها.
3. نمو حياة الشركة، إذ يحتاج الإنسان للآخرين ليسألهم ويستفيد بخبراتهم.
مخاطر الصراعات :
المشكلة ليست فى الصراعات، إنما فى بقاء الصراعات دون حسم أو حل. هنا يلعب الصراع دوراً خطيراً فى تحطيم الكيان الإنساني.. ويعود ذلك لقلة الخبرة فى مواجهة الصراعات وغياب الحب الأسرى، وغياب الخدمة الفردية والتوجيه الروحي السليم.
وتكون ردود الأفعال الخاطئة فى الصور التالية :
1. القلق والاكتئاب : من الحيرة والحزن والضيق الداخلي.
2. التبلد واللامبالاة : فقدان الاهتمام بالحياة وما فيها.
3. الغضب والعدوان : من الآخرين أو ضد النفس.
4. الانطواء والانسحاب إلى موقعة النفس.
5. الخيال وأحلام اليقظة.
6. التسرع والاندفاع نحو اتخاذ القرار.
رابعاً : خطوات اتخاذ القرار :
1. يعرف على أسباب الصراع : الدراسة، فحص النفس، الصلاة.
2. الحسم أفضل حل لمواجهة الصراع : موقف متزن بين التسرع والتباطؤ.
3. اكتشاف مشيئة الله :
• راحة القلب فى الصلاة الحارة.
• قراءة كلمة الله وفحص صوت الله من خلالها.
• الإرشاد الكنسي فى سر الاعتراف.
• انتظار صوت الله من خلال الأحداث (الباب المفتوح والباب المغلق).
4. مراجعة المسيرة يومياً : لإصلاح الخطأ وتدارك العيوب.
خامساً : الأزمات النفسية :
الأزمة CRISIS تعنى حدوث تغييرات فجائية تتناول أكثر من ناحية فى الكيان الإنساني. تعرض اتزانه النفسي إلى الاهتزاز والتمزق.
أنواع الأزمات النفسية :
1- أزمات التطور Developmental Crisis
وهى تحدث أثناء نمو الإنسان الطبيعي مثل أزمة الدراسة والمراهقة والأزمات الاجتماعية التى تحدث أثناء الزواج والسفر والهجرة.
2- أزمات عارضة Accidental Crisis :
وهى أزمات تحت أثناء الخطر المفاجئ مثل خيانة الأحباء، المرض المفاجئ أو الوفاة.
3- أزمات كيانية Existential Crisis :
فى هذا النمط من الأزمات يتساءل الإنسان عن معنى وجوده وهدف حياته. وهذه الأزمات تحدث أثناء فترات الفشل أو المرض أو العجز أو الوفاة.
كيف يواجه الإنسان أزماته؟
1- الاحتفاظ بالأزمة Holding in the crisis
الإنسان هنا يغلق على نفسه، وينزع للوحدة والانطواء وأحلام اليقظة والشرود الذهني.
2- التمرد على الأزمة Acting out the crisis
هنا يتمرد الإنسان على كل القيم الروحية أو الاجتماعية أو الأخلاقية انتقاماً من نفسه أو من الآخرين أو حتى من الله نفسه.، والهدف هنا هو تعويض الفشل والثأر للنفس.
3- الهروب من الأزمة Running from the crisis
• وذلك مثل كثرة الخروج ولقاء الأصدقاء.
• الترفيه السلبي (المرئي، السينما)
• السخرية من الآخرين.
• إدمان المخدرات والمسكرات.
4- مواجهة الأزمة Facing the crisis
وهذا هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأزمات ويحتاج قلباً منفتحاً على شخص المسيح ليتفهم حكمته ثم يستلهم منه الخطوات الصحيحة للتعامل مع الأزمة والاستفادة منها وتحويلها للخير.
أسباب الفشل أمام الأزمات :
1. القدوة الأسرية الخاطئة.
2. غياب الاهتمام الفردي بالطفل أثناء النشأة.
3. كثرة التوبيخ والتقريع واللوم.
4. الحماية المفرطة للطفل.
5. العلاقات الأسرية المحطمة.
6. المثالية المفرطة غير الواقعية.
7. ضعف العشرة بالمسيح ونقص وسائل الشركة الحية بالله.
نحو مواجهة فعالة لأزمات الحياة : (راجع فيلبى 4:4-9)
1. فرح الإيمان : والثقة فى تدبير الله المبدع والمتقن للزمان والأحداث.
2. انتظار الرب : والتيقن من حكمته فى التأخير فهو إله الهزيع الرابع (مت25:14)
3. الاستمرار فى الصلاة : لفهم حكمة الله ونوال قوة لاستخدام الألم وتحويله للخير.
4. الشكر : ثقة فى عطايا الله الصالحة أيا كانت نوعها حتى المؤلم والقاسى (ظاهرياً)
5. حفظ الذهن من أفكار اليأس والفشل واستبدال القلق بالسلام وإيجابية التفكير.
6. العمل الإيجابي : لاستخراج أفضل ما فى الأحداث المؤلمة فقد تكون الأزمات محركاً للإبداع والنصرة وتحويل المسار. ومن نماذج رجال الله الذين نجحوا فى تحويل الألم لخير الرسول العظيم بولس الذي استثمر أزمة السجن فى ربح المساجين والجنود للمسيح (فى 12:1،13 22:4- أع 30:28-31).